عرفات

اتفق معه او اختلف كما شئت

ارفعه الى أعلى سماوات الوطنية والبطولة

او إنزل به الى دركات الجحيم

وألصق به صفات الخيانه والعمالة

من حقك أن تبدى اعجابك بذكاءه

أو تبدى احتقارك لسياساته

من حقك أن تهتف كلما تذكرته

بكلماته الاثيرة والشهيرة

ياجبل مايهزك ريح

ومن حقك أن تنسى كل أفعاله

ولا تتذكر له الا قبلاته السمجة لكل من يقابله

ولكنى كلما تذكرته

لا يخطر على بالى الاعدة مشاهد

أغلبها أخيرة

مشهده وهو فى الطائرة يودعنا جميعا

وكأنه على يقين أنها النهاية

جلست يومها أبكى بشدة

بكاء لم أبك مثله يوم وفاته

لا تفارق خيالى يده الملوحة لنا

وابتسامته التى يحتار فى وصفها البشر

عرفات

بماذا كنت تحس وقتها ؟

هل كنت فى وعيك ؟

أم أن السم أفقدك هذا الوعى ؟

أم هى البصيرة ..؟

والحقيقةالالهية التى تهبط على البشر

يوم يقال لهم فبصرك اليوم حديد

أيضا مشهد زهوة وهى تودعه فى المطار

أبكتنى بشدة دموعها

على أب

لم تره بقدر ما سمعت عنه

حرم الموت زهوة من أبيها كما حرمتها منه الدنيا والسياسة

مشهده فى الامم المتحدة وهو يتحث عن البندقية وغصن الزيتون

عرفات

أيا كان حالك معنا

ايا كانت سيرتك فينا

بصرف النظر عن أوسلو التى أكرهها كما لم أكره الاكامب ديفيد قبلها

بغض النظر عن كل ما قيل وما سيقال

لا أجد فى ذكرى رحيلك

الا

صورتك ملوحا لنا بشدة بتحية الوداع

ولا أجد الادموعى التى أذرفها كلما تذكرت هذا المشهد

أنا سامحتك

على كل ما خيل لى أنك ارتكبته فى حقنا

والله أعلم بحالك ونيتك

ودعائى الى الله سبحانه

أن يتغمدك وأمواتنا ونحن أجمعين برحمته