رضينا بالله ورسوله قسما ونصيبا

تلطفى ياريح فى المدينة المنورة

تعطرى ياريح من بقاعها المعطرة

فحيثما هببت أو حللت

يارياح

ستحملى أريجه

نبينا

الذى تعطرت بحبه الارجاء

نبينا

حبيبنا

الذى تدثرت بنوره الانحاء

تكاملت من أجله الاوصاف

انسان عين النوروالسرور والعطاء

نبينا

حبيب أهل الارض والسماء

كل الناس اللى اعرفهم بلا استثناء ممن زاروا المدينة المنورة

كان أول انطباع ليهم الروح الهادية للمدينه

اللى بتخليهم مش عايزين يسافروا منها

وأهلها المرحبين دائما بضيوفها

بالمقارنة مع غلظة طبع أهل مكة

بالرغم من وجود الكعبة

اللهم ارزقنا الزيارة

كنت بقول لنفسى اكيد روح المدينة طيبة

علشان جثمان النبى صلى الله عليه وسلم فى ثراها

وقلت لنفسى ان ربنا سبحانه وتعالى اجتبى اهلها اللى احتضنوا الاسلام المطارد

وعوضهم بحب كل الناس ليهم

و شغلت نفسى كتير بالجغرافيا اللى دايما بتأثر فى طبائع البشر

مكة

وادى ضيق بين جبال

المطر قليل

والرزق محدود

ومنين ماالمكى يودى نظره يلاقى جبال

بتديله احساس بالضيق المكانى

اكيد الاحساس ده بيأثر فى التعامل

العيشة الضيقة بتشيل شوية من الرحمة

ومش بتدى العقل فرصة يسأل ويتأمل

لكن المدينة أرض زراعية

والزراعة بتعلم الانسان الصبر ووالاستقرار والتعاون

نسيبنا من كلام الجغرافياونقرأ سويا بقلوبنا الحديث الاتى

بعد غزوة حنين لما المسلمين انتصروا بفضل الله على هوازن وثقيف

وهما من اكبر القبائل العربية وقتها

صحيح ثقيف تأخر اسلامها

لكن كان عند المسلمين غنائم كتير جدا

النبى صلى الله عليه وسلم وزع على المؤلفة قلوبهم من أهل مكة نصيب كبير من الغنائم

ولم يعط الانصار

الطبيعة البشرية للانصار جعلتهم يتكلموا ويقولوا

يغفر الله لرسول الله يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم

الرسول عليه الصلاة والسلام سمع عن الكلام ده

فبحكمته جمع الانصار لوحدهم

وقام فيهم فحمد الله واثنى عليه بما هو أهله

وقال لهم

يا معشر الانصارماقالة بلغتنى منكم

الم أتكم ضلالا فهداكم الله بى

وكنتم متفرقين فالفكم الله بى

وكنتم عالة فأغناكم الله بى

وكان الانصار كلما قال لهم النبى شيئا

قالوا

بلى الله ورسوله أمن وأفضل

ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم

الاتجيبونى يا معشر الانصار ؟

قالوا بماذانجيبك يارسول الله

لله ولرسوله المن والفضل

قال صلى الله عليه وسلم

اماوالله لوشئتم لقلتم فلصدقتكم ولصدقتم

أتيتنا مكذبا فصدقناك

ومخذولافنصرناك

وطريدافأويناك

وعائلا فأسيناك

فصاح الانصار

بل المن علينا لله ولرسوله

قال صلى الله عليه وسلم

أوجدتم يامعشر الانصار فى أنفسكم من أجل لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا

ووكلتكم الى اسلامكم

الاترضون يامعشر الانصارأن يذهب الناس بالشاة والبعير

وترجعوا برسول الله الى رحالكم

فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به

والذى نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار

ولو سلك الناس شعبا وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار

وانكم ستلقون أثرة من بعدى فاصبروا حتى تلقونى على الحوض

اللهم ارحم الانصار وأبناء الانصار وأبناء أبناء الانصار

فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم

وقالوا

رضينابالله ورسوله قسما ونصيبا

خطاب النبى مش محتاج كلام بعده

بيفيض بمعانى الرقة والذوق الرفيع والمحبة الشديدة للانصار

فى الخطاب كمان تألم واستنكار من النبى عليه الصلاة والسلام

انه يتهم من قبل أحب الناس ليه انه نسيهم وأعرض عنهم

رقة مشاعر النبى وحبه للانصار

هزت مشاعرهم ونفضت عنها غلائل الشيطان

فارتفعت اصواتهم بالبكاء فرحين بقسمهم ونصيبهم بالله ورسوله

فما قيمة المال والشياه فى جنب رجوعهم بحبيبهم صلى الله عليه وسلم

وأى برهان من النبى على حبه ليهم وارتباط الاسلام بأرضهم

من أنه يدع وطنه ويقضى بقية أيامه بينهم

ويدفن جثمانه فى تراب ارضهم

ثم متى كان المال فى ميزان رسول الله دليلا على الحب والتقدير

النبى صلى الله عليه وسلم أعطى قريشا كثيرا من الاموال والغنائم

فهل خص نفسه بشى؟

ان نصيب النبى من هذه الاموال هو بمنتهى الدقة نفس نصيب الانصار

حتى الخمس الذى جعله الله حقا خالصا لرسوله

وزعه على من حوله من الاعراب

اللهم تقبلها منا كما تقبلتها منهم

رضينا بالله ورسوله قسما ونصيبا

اللهم ارزقنا زيارة الى بيتك الحرام

ودموعا نذرفها عند قبر نبيك الكريم