الحديث الموضوع

الحديث الموضوع هو الحديث المختلق المدسوس المفترى المنسوب كذبا الى النبى عليه الصلاة والسلام

وذلك بأن يكون فى اسناد الحديث راو ثبت عليه الكذب فى حديثه عن الرسول عليه الصلاة والسلام

ولم يعرف هذا الحديث الا من جهة هذا الكذاب ويكون الحديث مع ذلك مخالفا للقواعد المعلومة من الدين

والاسناد سلسلة الرواة الذين تحملوا الحديث واحدا عن الاخر حتى وصلوا به الى النبى عليه الصلاة والسلام

وذهب جمهور العلماء الى ان الكذب على النبى عليه الصلاة والسلاة من أكبر الكبائر وصاحبها متوعد بالعذاب الاليم ولكنهم لا يكفرونه طالما لم يستحل هذا الكذب

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)

أمابعض الزهاد فقد ذهبواالى جوازوضع الحديث عن النبى فى الترغيب والترهيب

واعترفوا بأنهم وضعوا بعض الاحاديث حسبة لله تعالى و ترغيبا للناس فى الطاعة

لكن جمهور العلماء اعتبروا بطلان هذا الرأى لأن ما ورد من الترغيب والترهيب فى القران والسنة كاف وشاف

يعتقد العلماء ان افة وضع الاحاديث كانت بعد الفتنة التى أدت إلى استشهاد سيدنا عثمان بن عفان ثم ظهور أهل البدع والاهواء

أسباب وضع الحديث

1- تحريف عقيدة المسلمين

2- الانتصار للبدع والاهواء

3- التعصب المذهبى

4- الترغيب فى فعل الطاعات والترهيب من المعاصى

5- التقرب الى الامراء والحكام

6- الرغبة فى الارتزاق والتكسب

7- حب الوضاعين للظهور والشهرة

8- الصراعات السياسية مثل الاحاديث التى وضعها الشيعة اعلاء لسيدنا على بن ابى طالب

وذما فى معاوية بن ابى سفيان وعمرو بن العاص والاحاديث التى وضعها الجهلاء من أهل السنة فى فضائل معاوية

كيف يعرف الحديث الموضوع

وجود راو كذاب فى الاسناد لا يعنى وضع الحديث

لأن العلماء اعتبروا ان الكاذب قد يصدق أحيانا وليس هناك بكذاب مائة فى المائة

ولاحتمال أن يأتى الحديث من طريق اخر غير طريق الراوى الكاذب

لذا وضع العلماء ضوابط لمعرفة الحديث الموضوع وهذه الضوابط ليست للعامة

ومنها

1- اقرار الوضع مثل اقرار راو يدعى ابو عصمة نوح بن ابى مريم انه وضع كثيرا من الاحاديث فى فضل سور القران الكريم

2- وجود قرينة فى كلام الراوى تدل على كذبه وأن روايته لا أصل لها

3-معرفة التراجم للرواة واستخدام التواريخ لمعرفة تواريخ ميلاد الرواة وتواريخ وفاتهم ورحلاتهم لمعرفة هل كان اسناد الحديث متصلا أم لا

4-أن توجد قرينة فى المروى تدل على ان الحديث موضوع وأنه ليس من كلام النبى عليه الصلاة والسلام

ومنها

- ان يكون الحديث مخالفا لصريح القران مخالفة جلية

مثال

( لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه)

يقول ابن القيم ان هذا الحديث من وضع عباد الاوثان لان القران والسنة يحفلان بالنصوص القطعية عن انه لا ضار ولا نافع الا الله سبحانه وتعالى

- أن يكون الحديث مناقضا للسنة المتواترة وللاحاديث الثابتة بحيث لا يمكن الجمع بينهم بوجه من وجوه الجمع

- أن يعد الحديث بثواب عظيم على عمل يسير لا يستوجب هذا الثواب

- أن يحتوى الحديث على وعيد شديد من فعل ذنب من الصغائر لا يستوجب هذا العقاب الشديد

-أن يكون كلام الحديث لا يشبه كلام الانبياء فضلا عن كلام الرسول عليه الصلاة والسلام

-أن يدعى على النبى أنه فعل شيئا بحضور الصحابة ولكنهم اتفقوا على كتمانه ولم ينقلوه

كادعاء الشيعةانه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد على بن ابى طالب وهو راجع من حجة الوداع فأقامه بينهم حتى عرفه الجميع ثم قال

( هذا وصيى وأخى والخليفة من بعدى فاسمعوا له وأطيعوا)

- ركاكة لفظ الحديث ومعناه أو ركاكة المعنى فقط

-مخالفة الحديث للمعقول بحيث لا يقبل التأويل

- أن يكون فى الحديث تاريخ يتعلق بالمستقبل مثل قوله اذا كانت سنة كذا وكذا وقع كذا

- أن لا يكون الحديث موجودا فى الكتب بعد تدوين السنة وظهور المصنفات فيها

حكم رواية الحديث الموضوع

تحرم روايته على من تأكد أو ظن وضعه

ولا يروى فى الترغيب والترهيب والفضائل الا على سيبل التنبيه على انها موضوعة ليحذرها الناس ويجتنبوها

بعض الكتب المصنفة فى الاحاديث الموضوعة

الموضوعات للامام الجوزى

اللالىءالمصنوعة فى الاحاديث الموضوعة للامام جلال الدين عبد الرحمن السيوطى

تلخيص من كتاب الوجيز فى علوم الحديث

للاستاذ الدكتور الخشوعى محمد الخشوعى

استاذ الحديث بجامعة الازهر