كانوا فى حجرة مستطيلة الشكل ضئيلة الحجم والمساحة ليس بها نوافذ ولكنها ذات بابين
بعضهم فوق بعض يتذمرون ولا يجأرون بشكواهم رغم الظلم الذى يحيق بهم فى كل لحظة
فعما قليل يفتح باب من بابى الحجرةوتمتد يد قوية لتسحب أحدهم
فعما قليل يفتح باب من بابى الحجرةوتمتد يد قوية لتسحب أحدهم
وتسوقه سوقا بلا أدنى مقاومة إلى نهايته المحتومة
إلى اعدامه
وهم يتهامسون فيما بينهم همسا أشبه بالسكون
ويحتجون فقط على طريقة اعدامهم وليس على الاعدام كمصير
فأحكام الاعدام كما هو مألوف إما شنقا أو رميا بالرصاص على الاغلب
إلى اعدامه
وهم يتهامسون فيما بينهم همسا أشبه بالسكون
ويحتجون فقط على طريقة اعدامهم وليس على الاعدام كمصير
فأحكام الاعدام كما هو مألوف إما شنقا أو رميا بالرصاص على الاغلب
أما هم فيعدمون حرقا
ماأفظع الطريقة ...لقد بلغت قسوة ساجنهم مداها حين وضعهم فى هذه الحجرة
ماأفظع الطريقة ...لقد بلغت قسوة ساجنهم مداها حين وضعهم فى هذه الحجرة
أو هذا الصندوق -على أدق تعبير- دون قيود وأغلال
يالحرية الساخرة والمصير الاشد سخرية
ان هذه الاغطية الحمراء فوق رؤوسهم تجزم وتؤكد وتقطع بأنهم بلا شك سيعدمون فى أية لحظة
يالحرية الساخرة والمصير الاشد سخرية
ان هذه الاغطية الحمراء فوق رؤوسهم تجزم وتؤكد وتقطع بأنهم بلا شك سيعدمون فى أية لحظة
ولكن عزائهم وأملهم يكمن فى عدم معرفتهم من فيهم سيساق لاعدامه قبل الاخر
لذلك هم صامتون وان تكلموا فهو الهمس الصموت
وبينما هم فى صمتهم الهامس حدثت الزلزلة ...فقد أحسوا ان الحجرة ترتفع بهم وأن أحد بابيها يكاد يفتح...
تخبطوا وتساقطوا فوق بعضهم وارتطموا بالجدران
وبالفعل فتح الباب وامتدت يد الى أحدهم وهم يتطلعون اليه برؤوسهم
لعلهم يرون لحظة نهايته وهو يعدم حرقا ولكن سرعان ما أغلق الباب .
واذا بهم يشمون رائحة شياط ودخان
فأيقنوا أن عود ثقاب أخر منهم قد تم اعدامه حرقا...!!!
منقول
من دكتور هانى الحناوى
مدرس علم النفس فى كلية طب عين شمس
من دكتور هانى الحناوى
مدرس علم النفس فى كلية طب عين شمس