أحداث بدر معروفة ومحفوظة للجميع
أنا هحاول أعدى بسرعة على الاحداث وأركز على الدروس المستفادة من بدر
البداية
كانت خروج المسلمين لاعتراض قافلة ابى سفيان وهى فى طريقها للشام
ولكنهم أفلتوهاو أصرواعلى الاستيلاء عليها عند رجوعها
لمانما الى علم المسلمين أنها قافلة عظيمة وأن أهل مكة جميعا اشتركوا فيها
أول نقطة لفتت نظرى استخدام النبى صلى الله عليه وسلم لسلاح الاستخبارات على نطاق واسع
فلم يكن عليه الصلاة والسلام ليدع طريقة الا وأستخدمها لخدمة دعوته
ودى من الدروس المهمة جدا من بدر
ان الامام أو الحاكم يمكن له أن يستعين بالعيون والمراقبين يبثهم بين الاعداء لتبين أحوالهم وعددهم وخططهم
لكن فى بعض الغزوات الامر تطور عن ذلك
فى صلح الحديبية مثلا النبى إستعان بمشركين
ليس فى القتال بالطبع وانما كعيون على قريش
النقطة التانية
أن النبى والمسلمين لم يكن لديهم إستعداد للقتال
وأن عددا لا باس به من الصحابة لم يخرج لبدر باعتبارها تشبه ما سبقها من سرايا
أو لان منازلهم مثلا كانت بعيدة عن المسجد النبوى
فلم يتيسر لهم سماع النداء بالخروج
أو الاسراع فى الخروج
البعض لم يخرج لظروف
مثل سيدنا عثمان بن عفان الذى كان مشغولا بتمريض السيدة رقية
النقطة الثالثة
أن النبى عليه الصلاة السلام فى أحلك المواقف كان بيستخدم الشورى فيما لم ينزل به قران
لان الاخبار وقتها كانت عن نجاة القافلة وإصرار قريش على قتال المسلمين
لما النبى صلى الله عليه وسلم استشار اصحابه تكلم المهاجرون كلاما حسنا
ولكن النبى عليه الصلاة والسلام أخذ ينظر الى القوم ويقول لهم
أشيروا على أيها الناس
طبعا النبى كان يقصد الانصار
لانه فى بيعة العقبة لم يتعاهد معهم على القتال خارج يثرب
وانما عاهدوه على نصرته وحمايته ومنعه ممن يمنعون به أموالهم وأنفسهم وأبنائهم ونسائهم
اللماح سعد بن معاذ رضى الله عنه فهم مراد النبى صلى الله عليه وسلم
وقال والله لكأنك تريدنا يارسول الله
قال أجل
فقال لقد أمنا بك وصدقناك وأمنا ان ماجئت به هو الحق
وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة
فامض لما
أردت له فنحن معك فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك
سر النبى صلى الله عليه وسلم بقول سعد
وقال
سيروا وأبشروا فان الله قد وعدنى إحدى الطائفتين والله لكأنى الان أنظر الى مصارع القوم
النبى صلى الله عليه وسلم أصر على معرفة رأى الانصار
لانه كان يريد أن يعرف هل سيلتزم الانصار ببنود معاهدتهم الضيقة معه
أم سيلتزمون ببنود العهد الكبير مع الله تعالى
ونجح الانصار كعادتهم فى اختبار شديد الصعوبة
وبينوا أن ما سيلتزمون به ليس فقط شروط بيعةالعقبة
وانما هم أدركوا أنهم وقعوا صكا عظيما وضح فى قوله تعالى
ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون ويقتلون
النبى علم بالتقريب أعداد قريش من الجزر التى ينحرونها
فادرك ان عدد قريش يتراوح بين التسعمائة والالف
الغل فى قلوب صناديد قريش والكبر دعاهم الى الاصرار على القتال
بالرغم من الهدف الاساسى لهم قد تحقق
وهو إنقاذ القافلة
ولكنهم أصروا بغباء على القضاء نهائيا على قوة المسلمين
حتى يرجع طريقهم امنا مرة اخرى وحتى لا تضيع هيبتهم بين العرب
والدليل قول ابى جهل عندما أرسل اليه ابو سفيان بنجاة القافلة
قال لا والله لا ارجع حتى نرد بدرا
فنقيم عليه ثلاثا فننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقى الخمر
وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا
فلا يزالون يهابوننا
الشورى تجلت للمرة التانية لما سمع النبى لرأى الحباب بن المنذر
الذى اعترض على المكان المختار من النبى لمعسكر المسلمين مادام لم ينزل بذلك وحى
وهنا بيقف المؤرخين والفقهاء على حد سواء لبيان أقسام تصرفات النبى عليه الصلاة والسلام
من تصرفات تشريعية
نزل بها وحى وواجب اتباعها حتى لو خالفت منطقنا وعقولنا
مثال اعتراض المسلمين على بنود صلح الحديبية
وتصرفات بشرية يمكن الرجوع عنها
النبى عليه الصلاة والسلام بعدما جهز الجيش ضرب مثلا واضحا وجليا لحسن التوكل على الله سبحانه
اذ راح صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أنه مستجاب الدعوة يجأر الى الله تعالى بالدعاء قائلا
اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك
اللهم فنصرك الذى وعدتنى اللهم أحنهم الغداة
وظل يناشد ربه متضرعا حتى أشفق عليه خليله ابا بكر فالتزمه من وراءه وقال له
يارسول الله ابشر فوالذى نفسى بيده لينجزن الله لك ما وعدك
فى سؤال هنا بيطرحه البعض
لماذا كانت كل هذه الضراعة مادام النبى مطمئن لدرجة انه أشار لاصحابه على مصارع القوم
الجواب إن اطمئنان النبى وإيمانه بالنصر كان تصديقا منه للوعد الالهى له بالنصر
أما الاستغراق فى الدعا ءوالتضرع
فتلك هى وظيفة العبودية التى خلق من أجلها الانسان
وذلك هو ثمن النصر
فالنصر مهما توفرت وسائله وأسبابه فهومن عند الله
والله سبحانه وتعالى لا يريد منا الا ان نكون عبيدا له بالطبع وبالاختيار
هذه العبودية اتخذت مظهرها الرائع فى تضرع النبى
وهذا هو الثمن الذى استحق به المسلمون النصر
وتجلى ذلك فى قوله تعالى
اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم انى ممدكم بالف من الملائكة مردفين
الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم استراتيجة تحريض المسلمين على القتال
وهى واضحة جدا فى الايه الكريمة دى مش محتاجة اى كلام بعدها
يأايها النبى حرض المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين
وان يكن منكم الف يغلبوا الفين باذن الله والله مع الصابرين
بنستفيد من بدر قضية فقهية وعقائدية اخرى
وهى إثبات الحياة البرزخية للاموات
وظهر ذلك فى وقوف النبى صلى الله عليه وسلم على فم القليب بعد انتهاء المعركة
ينادى قتلى بدر باسمائهم واسما ءابائهم
يافلان ويافلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فانا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا
فقال عمر
يارسول الله ماتكلم من أجساد لا أرواح لها
فقال عليه الصلاة والسلام
والذى نفس محمد بيده ما أنتم باسمع لما اقول منهم
فى حاجة هنا بتوجع قلبى جدا
هى مش وقتها دلوقت بس استحملونى
المسلمين راجعين يثرب فى منتهى الفرحة
نصر بدر اكيد ليه طعم تانى مختلف عن اى معركة ستتم فيما بعد
النبى عليه الصلاة والسلام بيسبح وبيحمد الله على نصره
يكون الخبر المؤلم
وفاة السيدة رقية
البوست القادم عن شاء الله
عن إمداد الله المسلمين بالملائكة وقضية الاسرى